الخميس، 4 نوفمبر 2010

دفاعا عن لغة الضاد

دفاعا عن لغتنا العربية

في إطار الدفاع عن لغتنا العربية الجميلة والتمسك بها كلغة أمة وانتماء وعلم وأدب ننشر لزملائنا الأساتذة هذه الصفحات لعلنا نساهم في إبراز قيمتها وبلاغتها والتمسك بها والمثابرة وصرف همّتنا إليها وإيلاء العناية اللازمة بها والمركز اللائق في برامجنا التعليمية في كل المواد الدراسية الأدبية منها والفنية والتقنية والعلمية في تونس وكل البلاد العربية.








لغتنا العربية:

لغة القرآن الكريم
لغة الضاد

· قال الله تعالى «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ» (النحل/103)

· قال الله تعالى «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (يوسف/2)

صدق الله العظيم

· قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله :" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة ، ويركبهم بها ، ويُشعرهم عظمته فيها ، ويستلحِقهم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ : أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً ، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً ، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ " من مجلة وحي القلم 3/33-34

· وقال ابن تيميّة رحمه الله :" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب " اقتضاء الصراط المستقيم ص 207

· قال أبو منصور الثعالبي (ت430هـ) صاحب كتاب «فقه اللغة وسر العربية»:«من أحبّ الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية، التي نزل بها أفضل الكتب، على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عُني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه. أعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد..» ص21





· قال عباس محمود العقاد في كتابه «اللغة الشاعرة» ص6: «ومن واجب القارئ العربي- إلى جانب غيرته على لغته- أن يذكر أنه لا يُطالب بحماية لسانه ولا مزيد على ذلك، ولكنه مطالب بحماية العالم من خسارة فادحة تصيبه بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أن بلغت مبلغها الرفيع من التطور والكمال، وإن بيت القصيد هنا أعظم من القصيد كله؛ لأن السهم في هذه الرمية يسدد إلى القلب ولا يقف عند الفم واللسان».














فضل اللغة العربية

للغة العربية فضلٌ وامتياز عن غيرها من اللغات، وذلك من جهات عديدة.

وفيما يلي ذكر لبعض فضلها على سبيل الإيجاز:

1. للغة العربية فضل من جهة اعتدال كلماتها: فإنا نجد أن أكثر ألفاظها قد وضع على ثلاثة أحرف، وأقل من الثلاثي ما وضع على أربعة أحرف، وأقل من الرباعي ما وضع على خمسة أحرف.

وليس في اللغة كلمة ذات ستة أحرف أصلية، وقد جاءت ألفاظ قليلة على حرف واحد أو حرفين.

2. لها فضل من جهة فصاحة مفرداتها: فليس في كلماتها الجارية في الاستعمال ما يثقل على اللسان، أو ينبو عنه السمع.

وللعارف بحسن صياغة الكلام أن يصنع من مفرداتها المأنوسة الوضاءة قِطعاً، أو خطباً تسترق الأسماع، وتسحر الألباب.

3. إنها أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق: حيث إن عباراتها سلسلة طبيعية، يهون على الناطق صافي الفكر أن يعبر فيها عما يريده دون تصنع أو تكلف.

4. تعدد أساليبها: فهذا مما يشهد بارتقاء اللغة، وسعة غايتها في البيان؛ فإن العبارات إذا اختلفت

أساليبها تغاير ما تصوِّره في نفوس المخاطبين من المعاني، وإن كان الغرض واحداً؛ فصورة المعنى الذي يستفاد بطريق المجاز أو الكناية يغاير الصورة التي تؤدى بلفظ الحقيقة أو القول الصريح.

5. طرق اختصارها: فتجد أن في كثير من ألفاظها القصيرة غنى وكفاية في الدلالة على المراد.

6. ارتقاؤها مع المدنية: وقد مر شيء من ذلك عند الحديث عن نهوض الإسلام بالعربية، وسيأتي مزيد بيان لذلك.


فضــل اللغة العربيـــة

فَما أَهْوَى سِوى لُـغَةٍ سَقاها قُرَيْشٌ مِنْ بَراعَـتِهِمْ شِهادا
أداروا مِنْ سَلاسَـتِها رَحيقاً وهَزُّوا مِنْ جَزالَتِها صِعادا
وطَوَّقَـها كِـتابُ اللهِ مَجْداً وَزادَ سَـنا بَلاغَـتِها اتِّقادا
تَصيدُ بِسَحْرِ مَـنْطِقِها قُلوباً تُحاذِرُ كالجَـآذِرِ أَنْ تُصادا
قَنَتْ حِكَماً رَوائِعَ لَوْ أَعارَتْ سَـناها النَّارَ لَمْ تَلِدِ الرَّمادا
سَرَتْ كالمُزْنِ يُحْيي كُلَّ أَرْضٍ ويُـبْهِـجُها وِهاداً أَوْ نِجادا

العلامة التونسي محمد الخضر حسين

سيدة اللغات

سلامٌ على أم اللغات على المدى

سلامَ أخيذٍ بالجمال هيوم
مشوقٍ إلى الجَرْسِ الرقيق ومفصحٍ

من اللفظ منسوقِ البيان رخيمِ
تراقص مفتر المباسم حَرفُهُ

كما هزَّ عِطْفَ الزهرِ رَوْحُ نسيمِ
إذا قلت درٌّ قلتُ بعض صفائها

صفاءُ مضيءِ الصفحتين يتيمِ
أأمَّ لغات العالمين بلاغةً

وطيبَ مذاقٍ واختلافَ طعومِ
بيانك؟ أم ماء من الخلد كوثرٌ

ترقرق عذباً؟ أم رحيق كرومِ؟

علامة العراق الشيخ محمد بهجة الأثري

اللغة العربية تنعى حظها

رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْت حَصَاتي

وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي

رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ

ليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي

وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِد لعَرَائسي

رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بناتي

وليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي

وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ

فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ

وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ

فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني

وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي

فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني

أَخَافُ عَلَيْكُمْ أن تحين وَفَاتي

أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّا وَمِنْعَةً

وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَاتِ

أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَا

فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَاتِ

أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ

يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتي

وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْر َ يَوْمَاً عَلِمْتُمُ

بمَا تَحْتَهُ مِنْ عَثْرَةٍ وَشَتَاتِ

سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَا

يَعِزُّ عَلَيْهَا أَنْ تَلِينَ قَنَاتي

حَفِظْن وَدَادِي في البلَى وَحَفِظْتُهُ

لَهُنَّ بقَلْبٍ دَائِمِ الحَسَرَاتِ

وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ

حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ

أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَا

مِنَ القَبْر يُدْنيني بغَيْرِ أَنَاةِ

وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً

فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتي

َيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُم

إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ

سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى

لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ

فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَة

مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ

إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ

بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي

فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى

وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي

وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَه

مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ

الشاعر المصري حافظ إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق