الجمعة، 7 يناير 2011

شباب تونس يحترق يا سيدي وزير التربية

توفي فجر هذا اليوم ( 7 جانفي 2011) التلميذ أيوب الحامدي المرسم بالسنة الثانية علوم 4 بالمعهد الثانوي الوفاء طريق رواد أريانة نتيجة حروق بليغة أصابت كامل جسمه بعد أن أقدم على حرق نفسه عمدا عشية يوم الأربعاء 5 جانفي 2011 أمام مكاتب إدارة المعهد .

رحمة الله عليه ورزق أهله وأصدقاءه جميل الصبر والسلوان وإنا لله و إنا إليه لراجعون.

هذه الحادثة الشنيعة والتي لا ندافع عنها لأسباب دينية وقيمية تجعلنا نطرح السؤال التالي :

ما هي الأسباب التي دفعت بهذا الشاب وهو في مقتبل العمر على حرق نفسه؟

إن السياسة التعليمية التي تتبعها وزارة التربية الموقرة منذ أكثر من عقدين من الزمن والتي بدأت بسياسة تجفيف المنابع وانتهت بالقانون التوجيهي للتربية والتعليم الصادر في جويلية 2002 هي من أكثر الأسباب الملحة التي أدت لهذه الوضعية , فقد أطلقنا نحن الأساتذة والنقابيين الوطنيين صيحة فزع منذ بداية التسعينات في اختيارات وزارة التربية الفاشلة من حيث ( البرامج, المناهج, المستوى التعليمي, ظروف العمل , العنف داخل الوسط المدرسي ....) وهي اختيارات لا وطنية غير مرتبطة بالشعب وبهويته العربية الإسلامية وقيمه السمحاء والتي أصبحت محل سخرية وتهكم وحتى تهم توجه لمن يدافع عنها وأصبحنا نستورد تجارب الغرب في مجال التعليم وهي تجارب تبين أنها فاشلة وخطيرة وساهمت في ضرب المعرفة وتبخيس العلم والاعتداء على الوازع الديني الذي يحرم مثل هذا الفعل .فلغتنا العربية الرائعة مستهدفة وعلماءنا في مرتبة دونية وثقافتنا مرتبطة بالأجنبي وللذي يدفع أكثر.....

فكفى يا وزارة التربية سياسة تغطية عين الشمس بالغربال وسياسة ( العزوزة هاززها الوادي وهي تقول العام صابة) وافتحي ملف السياسة التعليمية ,علنا معا ( وزارة- نقابات ـ منظمات- جمعيات ...) نجد حلولا وطنية نرتقي من خلالها بالمنظومة التربوية والتعليمية في بلدنا العزيز ـ تونس- ونقف ضد هذا الغول الشنيع : تلاميذ تونس يحرقون أنفسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق