الجمعة، 3 ديسمبر 2010

على دربك يا حشاد

في ذكرى اغتيال حشاد العظيم نورد جزء من المقالة الصحافية لجريدة الزهرة التونسية التي تتحدث عن تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل بتاريخ 25 جانفي 1946.

مؤتمر التأسيس في " الزهرة"

ها هو التاريخ يعيد نفسه ويفتتح أول مؤتمر نقابي في معهد ابن خلدون الذي صرخ فيه الزعيم التونسي المرحوم محمد علي المبرز في الاقتصاد صرخته الأولى عندما حاول خدمة المجتمع التونسي فكان من أثمن ضحايا عمله الجبار ـ وها هي الأقدار تلهم بطل الحركة النقابية اليوم السيد فرحات حشاد المتصف بصفات نادرة وحمية و إحساس صادق وفكر ثاقب . فينفخ هذا البطل روح الحياة في العامل وتصل حركته الثمينة إلى عاصمة تونس بعد سبعة أشهر ذلل فيها جميع العقبات التي اعترضته في طريقه تشد أزره نخبة من الشباب التونسي المتقد حمية و غيرة على الدفاع عن مصالح ثلثي الأمة المتمثل في العامل و المتوظف.

كان يوم 20 من شهر جانفي هو موعد المؤتمر الذي ضم أكثر من 50 نقابة من أهم أطراف المملكة التونسية منظمة إليهم نخبة من ممثلي المتوظفين التونسيين.......

و افتتح هذا المؤتمر على الساعة التاسعة صباحا وانتهت جلساته الأولى بعد الزوال بنصف ساعة وكانت قاعة الجلسة موشجة بالكلمات الخالدة لعظماء الحكماء من شباب العمال التونسيين وكان على المنصة نخبة متركبة من السادة فرحات حشاد رئيس. الأعضاء ـ الصادق الشابي ـ الهاشمي بن القاضي : كاتب اللجنة عبد الرحمان قوبعة .

وبعد أن انتظمت الخلائق ألقى السيد الكيلاني الشرفي خطابا وبأثره خطب السيد فرحات حشاد شارحا أغراض المؤتمر مستعرضا حياة رمز حركة العمال المرحوم محمد علي الحامي وما قدمه من تضحيات في سبيل وضع أساس هذه الحركة المباركة........

ثم اعتلى المنصة الأستاذ الفاضل بن عاشور وقام بخطاب جزيل الفائدة سحر به العقول واستولى به على مشاعر الحاضرين......

ثم أجريت عملية الإنتخاب العلني الحر فأسفرت النتيجة على انتخاب المكتب الدائم التالي :

1) الكاتب العام فرحات حشاد

2) كاهيتين ـ الكيلاني الشريف ـ الصحبي فرحات

3) حافظ الأوراق ـ عبد الواحد دخيل

الأعضاء : الأساتذة محمود بن الطاهر ـ الصادق الشايبي ـ الهاشمي بن القاضي التهامي عمار ـ عبد العزيز بوراوي ـ الحبيب عاشور.

لجنة المراقبة : سالم الشطي ـ النوري بودالي محمد الحلواني.

لجنة الدعاية : محمد الصالح النيفر ـ محمد الحلواني ـ عبد المجيد بن عمر ـ الطاهر الشعبوني.

وبعد الانتهاء أجمع الحاضرون على إسناد الرئاسة الشرفية إلى الأستاذ الفاضل بن عاشور........

وبعد أن خطب كل من زعيم العمال والشيخ محمد الصالح النيفر تناول الجميع كؤوس الشاي و الحلويات . ( انتهت المقالة)

ودلت الأسابيع والأشهر المالية أن المولود النقابي الجديد سيكون مبعثا للفخر و الاعتزاز لتونس الجديدة التواقة للتحرر و الانعتاق من الاستعمار , و سيكون رمزا لبدء مرحلة جديدة في الكفاح الشعبي هدفها الاستقلال الوطني ....إلى أن اغتالته عصابات الغدر الاستعماري الفرنسي صباح الجمعة 5 ديسمبر 1952 و هو لم يتجاوز التاسعة و الثلاثين من عمره.

عــــــــاش عــــــاش الاتحـــاد على دربك يا حـــــــشاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق